بعد أسلوب لا يليق بالملكي في مباراة الذهاب ، واعتماد أسلوب دفاعي وانتظار الخصم في منتصف الملعب ، قدّم الريال واحدة من أسوأ المباريات هذا الموسم ، بل وحتى تاريخياً ، هدف مبابي القاتل لم يكن هو الطامة الكبرى ، وانما الأسلوب والأداء الذي قدمه الفريق ، والنقطة الجدلية كانت للبعض ، بأنّ الريال لو لعب بالضغط العالي فانه سيتلقى اهدفاً اكثر ، ولكن من قال ان الضغط العالي يعني ان تلعب مباراة مفتوحة ؟ ، فرق شاسع بينهما !
الريال في البيرنابيو ، حاول في أول ربع ساعة ان يلعب بالضغط العالي ، ولكنه لم ينجح مطوّلاً ، بسبب فيراتي أولاً وقدرته على الخروج بالكرة ، وثانياً لأن الكرة الطولية نحو مبابي كانت تشكر خطورة كبيرة ، الفرنسي يتفوق فردياً بسبب سرعته ، اما من جانب الريال ، فالاسلحة لم تتوافر في البدايات ، أسينسيو لا يصلح أبداً لمباريات تتطلب ضغط متواصل ، ومشكلة الارتكاز بتواجد كروس ، الفريق لم يكن مطالباً بامتلاك الكرة والتقدم نحو الامام فقط ، كان يحتاج للسرعة والقوة في استرجاع الكرة وعزل ثلاثي المقدمة عن خط وسطه ، الهجوم الذي لا يدافع ، وخط الوسط الذي يعود كثيراً للخلف ، فتجد مساحة كبيرة بين الوسط والهجوم ، ومع تواجد لاعب قادر على الضغط باستمرار في منطقة المحور واسترجاع الكرة ، اعاد ذلك باريس الى اسلوب الكرة الطولية نحو مبابي .
بعد تبديلات أنشلوتي ، لم يعد بنزيما يضغط لوحده داخل منطقة الجزاء ، الريال أصبح يلعب بثنائي في مناطق باريس ، كامافينغا أيضاً اتاح الفرصة لـ مودريتش للتقدم نحو الامام ، فأصبحت منطقة الارتكاز لـ باريس هي نقطة الضعف ، الفريق الفرنسي لم يعد قادراً على مجاراة الضغط العالي الذي قام به ريال مدريد ، تحرر الريال اكثر وأصبح يلعب بناء على قدرات لاعبيه واضعاف خصمه ، بدلاً من التركيز على جزء واحد فقط .
عوامل كثيرة ساهمت ايضاً في عودة الريال الى جانب تغيير الاسلوب والاسماء ، قيمة مودريتش وبنزيما لا خلاف عليها ، استغلال الاخطاء الدفاعية لـ باريس التي كان سببها الضغط العالي وعدم انتظار الخصم للتقدم للأمام والتفوق في منطقة المحور ، واخيراً العقلية الانهزامية لـ باريس المعتادة ، ردّة فعل ضعيفة بعد هدف التعادل ، ذهنياً ونفسياً فالمنطق يقول ان الريال الذي كان عليه الانهيار بعد سيناريو الذهاب ثم هدف التقدم لـ باريس ، لكن لا منطق في دوري الأبطال وريال مدريد ، فرق كبير بأن تلعب بقميص الريال او باريس سان جيرمان ، التاريخ فرض نفسه بالنهاية لـ زعيم البطولة .